يعيش قطاع الإنشاءات في غزة ظروفاً غير اعتيادية ومعقدة للغاية بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الغير إنسانية من إغلاق للمعابر والطرقات والحدود مع دول الجوار وفرضه للحصار الاقتصادي واللا إنساني على قطاع غزة لأكثر من 10 أعوام على التوالي، الأمر الذي أدى إلى صعوبة في توفير مواد البناء وصعوبة في تنفيذ المشاريع الإنشائية في وقتها المحدد.

ونتيجة لذلك بالإضافة لطبيعة المشاريع الإنشائية وتعقيداتها وكثرة أطرافها من مقاولين ومهندسين وأصحاب عمل أفرز ذلك العديد من الخصومات والمنازعات والخلافات التي تحتاج إلى حلول عملية وسريعة وخصوصا في مثل هذه الظروف الغير اعتيادية لقطاع غزة وبعيداً عن نطاق المحاكم النظامية الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية في حل المنازعات ضرورة تطبيق نظام تحكيم ذو إجراءات فاعلة ومناسبة للوضع القائم في غزة.

وسيناقش هذا البحث التحكيم الهندسي في فلسطين ومراحل تطوره بعد انتهاء الخلافة العثمانية مرورا بالاحتلال البريطاني لفلسطين ومن ثم الاحتلال الصهيوني لها بالإضافة إلى الوقوف على واقع التحكيم محلياً.