الملخص

         يهدف البحث للتعرف على ممارسات القيادة الاستراتيجية ودورها في إدارة المخاطر والأزمات في المؤسسات الحكومية الفلسطينية. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لهذا الغرض، حيث تم استخدام قائمة الاستقصاء كأداة رئيسة لجمع البيانات، أما مجال التطبيق فتمثل في القيادة الإدارية في المؤسسات الحكومية الفلسطينية التي تعاني العديد من المخاطر والأزمات وبلغ حجم المجتمع (2682) موظف بينما بلغ حجم العينة (391) مفردة، وقد كانت عينة طبقية عشوائية، كما تم استخدام برنامج التحليل الاحصائي (Spss) كرزمة احصائية لإدخال ومعالجة البيانات واختبار الفرضيات . ويمكن بلورة مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي:" هل يوجد دور وتأثير لممارسات القائد الاستراتيجي  في إدارة المخاطر والأزمات ؟"

        حيث قام الباحث  باختبار مجموعة من الممارسات المتوافرة لدى القائد الاستراتيجي وتتمثل في  (تحديد التوجه الاستراتيجي - استثمار القدرات الاستراتيجية – تنمية وتطوير رأس المال البشري- تعزيز الثقافة التنظيمية بالممارسات الأخلاقية - تنفيذ رقابة تنظيمية متوازنة - التعلم المستمر) وذلك في التعامل مع المخاطر والأزمات في كافة مراحلها .

أهم نتائج الدراسة:

1. بينت النتائج أن قبول المبحوثين للبيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسات الحكومية الفلسطينية كان متوسطا . حيث أبدى المبحوثين عدم قبولهم للبيئة الاقتصادية بينما كان هناك حيادية تجاه البيئة السياسية والقانونية وهو ما يفسره الباحث بأنهما أكثر مصادر المخاطر والأزمات التي قد تهدد المؤسسات الحكومية.
2. اتضح من خلال النتائج قبول العينة للبيئة التنظيمية التي تعمل بها المؤسسات الحكومية الفلسطينية.
3. توصلت الدراسة إلى أن ممارسات القيادة الاستراتيجية مطبقة بنسب متوسطة من قبل قيادات المؤسسات الحكومية الفلسطينية. كما أن أن إدارة المخاطر والأزمات مطبقة في المؤسسات الحكومية الفلسطينية بنسبة متوسطة وطغى عليها الأسلوب العلاجي أكثر من الوقائي.  
4. توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط طردية قوية بين ممارسات القيادة الاستراتيجية وإدارة المخاطر والأزمات وهو ما يعزز دور القيادة الاستراتيجية في إدارة المخاطر والأزمات.
5. توصلت النتائج إلى أن الممارسات الأكثر ارتباطا وتأثيرا في إدارة المخاطر والأزمات كانت الأقل تطبيقا من قبل القيادات في المؤسسات الحكومية الفلسطينية وهي ( التعلم المستمر، تنمية وتطوير رأس المال البشري وتطبيق رقابة تنظيمية متوازنة) .
6. توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط طردية بين ممارسات القيادة الاستراتيجية ومتغيرات البيئة الخارجية ،كما أن متغيرات البيئة الخارجية( مجتمعة) تؤثر على ممارسات القيادة الاستراتيجية بنسبة 51% . بينما بينت الدراسة وجود علاقة ارتباط طردية بين ممارسات القيادة الاستراتيجية ومتغيرات البيئة التنظيمية و أن متغيرات البيئة التنظيمية ( مجتمعة ) تؤثر على ممارسات القيادة الاستراتيجية بنسبة 46% .

أهم توصيات الدراسة:

1. الاهتمام برصد مؤشرات متغيرات البيئة الخارجية المختلفة مع التركيز على البيئة الاقتصادية والبيئة السياسية والقانونية  إذ أنها وفقا لنتائج الدراسة تمثل أكثر مصادر التهديدات الخارجية للمؤسسات الحكومية الفلسطينية .
2.  العمل على تطوير متغيرات البيئة التنظيمية المختلفة بدءا بالبناء التنظيمي ثم موارد المنظمة وأخيرا الثقافة التنظيمية كي تمثل نقاط قوة ترتكز عليها المؤسسة  في مواجهة التهديدات الخارجية بدلا من أن تكون نقاط ضعف ومصدرا للأزمات التنظيمية.
3. تعزيز مفهوم القيادة الاستراتيجية لدى القيادات في المؤسسات الحكومية الفلسطينية من خلال عقد ندوات ومؤتمرات متخصصة وإعطاء المزيد من الاهتمام لتطبيق ممارساتها المختلفة عبر الدورات التدريبية .
4. التركيز على تطبيق  ممارسات القيادة الاستراتيجية التي بينت الدراسة أنها الأقل تطبيقا والأكثر ارتباطا وتأثيرا في إدارة المخاطر والأزمات وهي :

• " التعلم المستمر"
• " تنمية وتطوير رأس المال البشري"
• " تطبيق رقابة تنظيمية متوازنة"

5. اتباع الأسلوب العلمي في إدارة المخاطر والأزمات وهو ما يتمثل بالاهتمام بمراحلها كافة .
6. يوصي الباحث بتطبيق الإطار المقترح في هذه الدراسة لزيادة فعالية إدارة المخاطر والأزمات في المؤسسات الحكومية الفلسطينية.