أخذت هذه الدراسة على عاتقها الكشف عن تجليات الضمائر في قصيدة "ربِّ الأيائل يا أبي.. ربِّها" للشاعر محمود درويش، والتي تمحورت في ستة محاور هي: تواصل الأجيال، الذكريات، الرحيل، الفردوس المفقود، الأرض، القصيدة. هذا وتعد الضمائر من مفاتيح النص الشعري الإجرائية لهذه القصيدة: إذ تحركت على سطحها حركة واضحة ومنتشرة بكثافة، كما تنوعت بين المتكلم والمخاطب، وهي العائد على الأرض. وتناوبت الضمائر المسيطرة على المحاور، بالإضافة إلى التحول الذي يتم بينها، أو احتواء بعضها لبعض، وما يظهره كل ذلك من حركة دلالية في النص نفسه، تعد انعكاساً لحركة الضمائر في النص؛ فضلاً عما تقوم به الضمائر من تماسك النص وترابطه، من خلال الإحالات المتطابقة أو غير المتطابقة أو التبادل بين الظاهر والمضمر، أو العكس. وقد اعتمد الشاعر البنية التقابلية بين الضمائر، في المحاور الستة، ليزيد من تكثيف الدلالة وتوترها: فبينما يشترك ضمير المتكلم مع ضمير المخاطب ـ غياباً وحضوراً ـ في الوسيلة والغاية؛ نجد التغاير يكمن في النتيجة؛ حيث لم يتحقق لهما الالتقاء؛ فإذا تم ذلك، فللحظات، ثم يفترقان على أمل اللقاء على أرض الوط